تستعد هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة لإطلاق الموسم الثالث من سفاري الشارقة، الأكبر من نوعه في العالم خارج أفريقيا، صباح الخميس الموافق 21 سبتمبر الجاري، وذلك بعد انقضاء موسم الصيف، ليستأنف استقبال أفواج الزوار والسائحين وعشاق الطبيعة من داخل الدولة وخارجها، لمشاهدة الأنواع الجديدة من الحيوانات التي ستضفي إلى زياراتهم المزيد من الإبهار والتشويق، مع سلسلة من الإضافات والفعاليات والأنشطة المتنوعة والجديدة التي تكرس جهود إمارة الشارقة في تعزيز التنوع البيئي والحيوي، مُشكلاً عنصر جذب ومتنفسًا عائليًا للزوار، ووجهة سياحية ثقافية وبيئية في المنطقة.
وكانت الهيئة اختتمت الموسم الثاني من سفاري الشارقة وبنجاح كبير، حيث سجل إجمالي الأنشطة المقامة فيه خلال هذا الموسم نحو 2300 نشاط، استهدف آلاف الزوار، وسط اهتمام محلي وإقليمي لافت، مع تسجيل عدد من الإنجازات البيئية المهمة خصوصاً حماية وإكثار وولادة مجموعة من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض.
وقالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة:” مع الموسم الجديد في سفاري الشارقة، هناك إضافات نوعية مميزة، واستعداداً لافتتاح الموسم الجديد ساهم سفاري الشارقة بإكثار وإضافة العديد من الحيوانات المتنوعة في بيئات مختلفة من أقسامها، حيث تنوعت بين الطيور والزواحف والثدييات، وغيرها من الحيوانات المهددة بالانقراض”.
وأضافت سعادة هنا السويدي:” كما سيتعرف الزوار في رحلتهم ضمن سفاري الشارقة في الموسم الجديد على المواليد الجديدة من الحيوانات الافريقية، إذ وصل عدد المواليد أكثر من 200 مولود من مختلف الأنواع، منها مواليد الزرافة الافريقية، والمولود الأول للمها (أبو حراب)، أحد الحيوانات الافريقية المنقرضة في الطبيعة، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، كما سجل أول ولادة لفيل السافانا الأفريقي (سمرة) والذي سُميّ بهذا الإسم نسبةً لأشجار السمر في محمية البردي، كما نجح فريق عمل السفاري في إكثار سمكة مدغشقر باراتيلابيا النادرة، وهو بصدد الإعلان عن إنجازات متميزة أخرى قريباً”.
وأوضحت سعادة هنا سيف السويدي أن من بين الإضافات النوعية الجديدة والجاذبة، سيكون الزوار على موعد مع مدرج سفاري الشارقة الذي يقدم إضافات عديدة على عروض الطيور والحيوانات الأفريقية التي ستسلط الضوء على سلوكياتها الطبيعية في أجواءً مثيرة ومشوقة مع الجمهور. وكذلك هناك مغامرة حقيقة بين الأراضي الرطبة والأخاديد والوديان، والبحيرات الصغيرة، وشلالات المياه، مروراً بالجبال الصخرية ومساحات شاسعة من الطبيعة الأفريقية، بما تضمه من أشجار وشجيرات افريقية نادرة ومتنوعة، سيتسنى لزوار سفاري الشارقة خوضها في رحلة مليئة بالمتعة والتشويق.
وأكدت سعادة هنا السويدي إلى إن أي نجاح متحقق لنا يقف بالدرجة الأولى وراء تنفيذ رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة -حفظه الله، ودعمه اللامحدود من أجل نهضة الإمارة، ووضعها في مقدمة المقاصد السياحية في المنطقة والعالم، حيث أشرف سموه شخصياً على تنفيذ هذا المشروع الحيوي النوعي، إضافةً إلى زيارات سموه الدائمة للمشروع، ومن ذلك زيارته الكريمة وتفقده لمنطقة الفيلة بسفاري الشارقة، الأمر الذي حقق نجاح المشروع في العديد من الإنجازات على صعيد تعزيز الجهود البيئية والسياحية لإمارة الشارقة وترسيخ مكانتها الرائدة كوجهة جاذبة لمحبي سياحة الطبيعة والحياة البرية وبما يسهم في تعزيز نشاط العديد من القطاعات الاقتصادية، فضلاً عن احتضان السفاري لجملة واسعة من المؤتمرات والفعاليات المحلية والعالمية”.
وبيّنت أن موقعاً مثل سفاري الشارقة يحتاج إلى جهود كبيرة ومتواصلة ومحترفة في المجال البيئي، كي تؤدي واجبها برعاية تمتد على 12 بيئة مختلفة مستوحاة من جميع أنحاء أفريقيا، وعلى مساحة تغطي 8 كيلومترات مربعة ومتوزعة على (إلى أفريقيا) و(الساحل) و(السافانا) و(سيرينقيتي) و(نقورونقورو) و(موريمي) و (وادي النيجر) و(كالاهاري)، لتمثل الحياة والتضاريس وتحاكي المناطق الحقيقية في القارة السمراء، حيث تضم أكثر من 50 ألف حيوان لأكثر من 120 نوعاً من الحيوانات والطيور التي تعيش فيها، ضمن محمية البردي في مدينة الذيد، حيث نؤكد أن الختام الناجح للموسم الثاني لسفاري الشارقة توج هذه الجهود المتميزة التي نذكرها بكل فخر.
وأشارت أنه تم تنفيذ الفعاليات والأنشطة بشكل احترافي ركز على جانبي الترفيه السياحي ورفع مستوى الوعي بقضايا البيئة ومكوناتها الطبيعية، حيث تضمنت تنظيم جولات سياحية للاطلاع على بيئات سفاري المختلفة، وتوفير فرصة التعرف المباشر للحيوانات المهددة بالانقراض وغيرها وهي تنعم في بيئة آمنة تتيح لها الحماية والتكاثر وتبعدها عن مخاطر الانقراض.
وكوّن الزائرين لسفاري الشارقة العديد من الانطباعات المتميزة، ثمنوا فيها حجم الجهد المبذول لإقامة ورعاية وحماية مثل هذا المكان الكبير بمساحته، واحترافية تصميمه، ومكوناته الطبيعية، وحيواناته النادرة، وأشادوا بمستوى تنظيم البرامج والفعاليات التي وفرت لهم تجربة غنية جمعت بين المتعة والفائدة، بالإضافة إلى الفخر بوجود مثل هذا المعلم السياحي المهم في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.