افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة “مركز واسط للأراضي الرطبة” الذي تبلغ مساحته 4.5 كيلو متر مربع، بمحمية واسط الطبيعية. يعد المشروع هو الأول من نوعه في المنطقة وهو يأتي في إطار استراتيجية حكومة الشارقة التي تسعى نحو حماية البيئة، كجزء من منظومة السياحة المستدامة. تجدر الإشارة إلى أن المنطقة التي أقيم عليها المركز كانت من قبل وبشكل غير رسمي، مكانا لدفن النفايات وقد احتاج الأمر لسنوات من أجل إصلاحها واستعادة الحياة الطبيعية بها.
وتقع المحمية الطبيعية على الحدود بين الشارقة وعجمان، وهي تضم الأشجار والبحيرات والتكلسات الملحية، وقد تأسست عام 2007 بموجب مرسوم أميري، وهي في العادة تجتذب 150 سلالة من الطيور المهاجرة والمقيمة. وتمتد المنطقة المتاحة للزائرين على مساحة 1.5 كيلو متر مربع، وهي مجهزة بأحدث التكنولوجيات التي تتيح للزائرين معرفة المزيد من المعلومات حول الطيور الموجودة هناك، حيث تحتضن 60 سلالة من الطيور.
كما تضم المنطقة محلا لتناول القهوة والمشروبات ومحلا للهدايا التذكارية وساحة للألعاب التعليمية والتفاعلية للأطفال. وفي إطار الحفاظ على البيئة، تعتمد المنطقة على السيارات الكهربائية لنقل الزائرين إلى أبراج المراقبة المخصصة لمتابعة الطيور المنتشرة في أرجاء المحمية.
ويضم “مركز واسط للأراضي الرطبة” العديد من الطيور النادرة مثل أبو منجل الأصلع الشمالي وأبو منجل اللامع والبلشون الرمادي والبط الرخامي (وهو الوحيد في المنطقة الذي يعاني من التهديد) والدجاج السلطاني الارجواني والبجع وردي الظهر والنحام الكبير. وسوف تلعب هيئة البيئة والمحميات الطبيعية EPAA و”مركز واسط للأراضي الرطبة” دورا مشتركا في حماية الطيور المهددة بالانقراض.
وتضع حكومة الشارقة، السياحة البيئية في قائمة أولويات التنمية، وذلك باعتبارها تمثل فرصا اقتصادية، وقد تبنت الإمارة العديد من المشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها بهدف تطوير المرافق السياحية، في مقدمتها منتجع كلباء للسياحة البيئية على الساحل الشرقي، والذي تشرف على تطويره هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والذي يتضمن واجهة مائية وحديقة نباتية ومتنزه، في نفس الوقت الذي يساهم فيه في حماية الممرات المائية والخلجان ومنظومة الأشجار النادرة.
كما تقوم “شروق” بتطوير مشروع جزيرة صير بونعير التي تبعد نحو 65 كيلو مترا من الساحل البحري للإمارات والذي تبلغ استثماراته 500 مليون درهم (136 مليون دولار)، ويستهدف إقامة منتجع للسياحة البيئية المستدامة، والمقرر أن يكتمل المشروع خلال ال3 سنوات القادمة. وتتمتع جزيرة صير بونعير المعروفة بجمالها الطبيعي، بالحماية المقررة وفقا لاتفاقية “رامسار” Ramsar (التي كانت تسمى من قبل بالاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة). وتقوم “شروق” كمطور للمشروع، بالتعاون الوثيق مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية من أجل حماية الجزيرة والحفاظ على منظومة الحياة الطبيعية بها، التي تعد على درجة بالغة من الأهمية.
المصدر: EPAA، شروق