افتتحت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، في مركز مرايا للفنون؛ المبادرة الإبداعية غير الربحية التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، معرضين فنيين جديدين، الأول بعنوان «التفكيرُ فنياً: فنانون كتّابٌ من الإمارات»، بتنظيم من جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة، والثاني بعنوان «33 أغنية، 99 كلمة» للفنانة سوسن البحر
وتم الافتتاح بحضور الشيخة نوار القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ سلطان سعود القاسمي، الكاتب ومؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، وماريا كاميليري، سفيرة جمهورية مالطا لدى الدولة، وعساف ضومط، القنصل العام اللبناني في القنصلية اللبنانية في دبي، والدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وأحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي ل«شروق»، وشذى الملا، الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون بوزارة الثقافة والشباب، والدكتورة نينا هايدمان، مدير إدارة مركز مرايا للفنون، والفنان سالم الجنيبي، الرئيس السابق لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وعدد من الفنانين والإعلاميين البارزين من داخل دولة الإمارات وخارجها.
واطلعت الشيخة بدور خلال جولتها في المعرضين على الرؤية الفنية التي ينطلق منها أبرز الفنانين الإماراتيين، حيث قدّم معرض «التفكير فنياً» أعمالاً لسبعة فنانين من رواد الحركة التشكيلية المحلية، هم: حسن شريف ود. نجاة مكي ود. محمد يوسف ونجوم الغانم وعبد الله السعدي وعلي العبدان وناصر نصرالله، كما توقفت الشيخة بدور عند العلاقة التي بنتها الفنانة سوسن البحر بين التعبير البصري والتعبير السمعي المنقول من الأغاني القديمة إلى الفضاء الفني المرئي.
- التفكير فنياً
يعكس معرض «التفكيرُ فنياً»، الذي جاء بإشراف الفنان سالم الجنيبي، وبتقييم من الدكتورة نهى فران، التأثيرَ العميقَ للثقافة والتعليم في الفن، ويشكل مصدراً قيماً لعشاق الفن والباحثين ولجميع المهتمين، لفهم المشهد الفني النابض بالحياة في الإمارات العربية المتحدة. وتجسد الأعمال الفنيةُ المعروضةُ تنوُّعاً فنياً وثقافياً غنياً، وتعبر عن رؤى وأفكار وهواجس الفنانين، وتستخدم تقنيّاتٍ سرديّة متنوّعة.
يعكس المعرض الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع مركز مرايا للفنون، التّفانيَ الشديد من كِلا الجهتين في تعزيز الفن والإبداع ونشر الثقافة والذائقة البصرية في الإمارات، مما يجعله معرضاً فريداً وهادفاً.
ويهدف كذلك إلى تكريم القُدرات الفنيّة والفكرية لمجموعة من الفنانين الإماراتيين، ممن يمتلكون مهارات الكتابة، ولديهم العديد من الإصدارات، كما يسلط الضوء على الارتباط الوثيق بين الفنّ والفكر، ويوفر فرصة استثنائية للجمهور لاستكشاف الأفكار والإلهام والدوافع التي تحفز الأعمال الفنية والفكرية المعروضة، ويجمع بين المواد الأرشيفيّة والبحوث الأكاديمية المكثَّفة، ومقابلات الفيديو مع الفنانين، ويُقدّم عرضاً جديداً لأعمالهم الفنية ومنشوراتِهم. ويتيح هذا التجاور منظوراً فريداً للفنّانين كمبدعين وكُتّاب، ويعزِّز الفهم المشتَرَك للأدوار المترابطة التي يلعبونها.
وصرحت د.نهى فران، حول الهدف الرئيسي للمعرض وأهميته: «إن الهدف الأساسي من هذا المعرض هو إبراز القدرات الفنية والفكرية الرائعة للفنانين الإماراتيين، الذين ليسوا فقط مبدعين، ولكنهم أيضاً كتّاب بارعون، مع معالجة جدلية العقلي والروحي بين الفكر الفلسفي والإبداع الفني، والسعي إلى إلقاء الضوء على التفاعل بين التعبير الإبداعي والفكري؛ فمن خلال تجاور الأعمال الفنية والإصدارات، يقدم هذا المعرض للمشاهدين منظوراً جديداً وعميقاً عن الفنانين وأعمالهم.»
من جانبه قال سالم الجنيبي، الرئيس السابق لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية وأمين السر حالياً: «يوفر هذا المعرض فرصة مميزة للتعمق في الفن واستكشاف الموارد التثقيفية التي لا تقدر بثمن، والرؤى التي شكّلت المشهد الثقافي والفني في الإمارات. نتقدم بخالص تقديرنا لمركز ماريا للفنون على استضافته الكريمة لهذا الحدث».
- «33 أغنية، 99 كلمة»
ويعد «33 أغنية، 99 كلمة» الذي جاء من تقييم سيما عزام، القيّمة الفنية لمركز مرايا للفنون، أول معرض فردي للفنانة السورية الفلسطينية سوسن البحر في الإمارات، وتتناول فيه أهمية الأغنية العربية المتوارثة عبر الأجيال. كما تمثل الأغنية العربية أحد أبرز أشكال التعبير الفني المستوحاة من الأعمال الشعرية أو الأداءات الفردية. لطالما شكلت الأغاني جزءاً كبيراً من هوية الفرد وذكرياته، كما ترافقه في مراحل الطفولة والشباب والشيخوخة بما تتضمنه من مشاعر وتخبطات، وتذكّر كذلك بأحلام الطفولة وقصصها وآمالها، إلى جانب التعقيدات والتضحيات التي واجهها الآباء والأجداد في حياتهم.
ويسلط المعرض الضوء على أغاني الماضي والحاضر بإلهام من الأغاني التي تشاركتها سوسن مع والدها خلال 33 عاماً، ما يمنحها مشاعر الحنين عند سماعها. ويجسد المعرض أعمالاً لأبرز الفنانين والموسيقيين العرب من القرن العشرين؛ مثل فيروز والأخوين الرحباني، الذين رسموا عالماً من الأحلام يوقظ أجمل المشاعر. ويصور المعرض مجموعة من الوسائط الفنية المتعددة التي تجسد جلسات الحوار والاستماع الطويلة والأبحاث التي كانت تجريها الفنانة مع والدها الذي يُعدُّ من عشاق الموسيقى الشغوفين. يقدم معرض 33 أغنية، 99 كلمة حواراً بصرياً يجمع بين الأغاني وعلاقة الأب مع ابنته وألق الماضي.
كما يتضمن هذا المعرض 33 أغنية في 330 ورقة مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد ومعلقة في الهواء على شكلٍ متسلسلٍ يحاكي أوتار آلة موسيقية ضخمة. وتظهر في الأعمال حركات التشكيل التي تعكس نغمات الأغاني، في حين تختفي الكلمات وتبقى الأغاني غامضة وشخصية، كما تحاكي الأشكال كلمات الأغاني لتجسد الموسيقى الضمنية التي تتميز بها اللغة العربية وتكشف عن الشعر المرئي والموسيقى.
ويكتمل مفهوم الترابط بين الكلمات والأغاني من خلال تألق ثلاث أوراق ولوحات جرافيت على الحائط لتكشف عن 99 كلمة تجسد موضوعاتٍ متكررة. وتتكامل التجربة الفنية من خلال عنصر صوتي يظهر لحظات موسيقية مستوحاة من ال33 أغنية. ويجسد العمل الفني الموسيقي بشكل غير مباشر، تصور الفنانة الإيقاع والنغمات بشكل مرئي اعتماداً على حركات التسلسل والتكرار والشكل الموسيقي. وتشرح البحر من خلال هذا العمل الفني الطريقة التي نختبر فيها التجربة الموسيقية، وذلك عن طريق الكلمات الملهمة والألحان الجميلة، إلى جانب حركات التسلسل والتكرار.
- إصدارات
يرافقُ المعرضَ إصدارُ كتاب من تأليف د. نهى فران، يحمل ذات العنوان «التّفكيرُ فنّيّاً»، ويتضمن دراسة أكاديمية معمقة لأوجُه الحركة الفنية والفكرية في الإمارات، ومراحلها من التأسيس إلى المعاصرة، ويتضمن افتتاحية ومقدمة ومقالاتٍ لكلٍّ من أحمد القصير والدكتورة نينا هايدمان.
تشمل المعارض برامج تتضمّن فعّالياتٍ وورشَ عمل وحلقاتِ نقاش مع الفنانين المشاركين، مما يوفّر للزوّار فرصة فريدة للتعمق في عملياتهم الإبداعية وإلهامهم أثناء استكشاف الإمكانيات اللامحدودة للتعبير.