بحث مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، في سلسلة اجتماعات مع وكالات الاستثمار والمصارف والمؤسسات التنموية البيلاروسية، خلال زيارة وفد المكتب، إلى مدينتي مينسك وسانت بطرسبرغ، فرص التعاون المستقبلية، والتعريف بالاستثمارات الواعدة في قطاعات اقتصاد الشارقة.
عقد مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، سلسلة من الاجتماعات مع وكالات الاستثمار والمصارف والمؤسسات التنموية البيلاروسية، وذلك خلال زيارة وفد من المكتب، إلى مدينتي مينسك وسانت بطرسبرغ، بهدف استكشاف فرص التعاون المستقبلية، والتعريف بالاستثمارات الواعدة في قطاعات اقتصاد الشارقة، والاطلاع على توجهات المستثمرين، ووضع خطط واستراتيجيات لإنجاح الأعمال المشتركة.
وترأس الوفد خلال الزيارة، سعادة أحمد عبيد القصير المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، وسعادة محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، وشمل برنامج الزيارة لقاءات جمعت وفد إمارة الشارقة، بممثلين رفيعي المستوى للوكالة الوطنية للاستثمار والخصخصة البيلاروسية، والمركز الوطني البيلاروسي للتسويق ودراسة الأسعار، وبيلاروسيا هايتك بارك، وبنك التنمية في بيلاروسيا.
ويأتي اهتمام “استثمر في الشارقة”، بترسيخ العلاقات الاستثمارية مع بيلاروسيا، استكمالاً لمسيرة التعاون العريقة بين الطرفين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين بيلاروسيا والإمارات العربية المتحدة في العام 2021، نحو 79.9 مليون دولار، بينما وصل حجم تجارة الخدمات في نفس العام إلى 211.5 مليون دولار.
وعلى صعيد مقابل، حققت القطاعات البيلاروسية الحيوية، نمواً كبيراً، خلال الأعوام الماضية، وتجاوزت صادرات “بيلاروسيا هايتك بارك”، 2.7 مليار دولار في العام 2020، لتشكل أكثر من 20٪ من صادرات الخدمات في بيلاروسيا، بينما بلغ حجم قطاع الصناعة في العام 2020، نحو 61.7 مليار دولار أميركي.
ويعتمد الإنتاج الصناعي البيلاروسي، على معدات الزراعة والصناعة الثقيلة والأجهزة الإلكترونية وغيرها من المنتجات التي تعتبر حيوية لنمو القطاعات الإنتاجية في الشارقة.
بحث الفرص في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي
وشمل برنامج الزيارة إلى بيلاروسيا وروسيا الاتحادية، مشاركة وفد “استثمر في الشارقة”، بفعاليات منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2023 في روسيا الاتحادية، والذي تشارك فيه دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف الدورة الحالية التي أقيمت خلال الفترة من 14 – 17 يونيو الجاري، وشهد المنتدى هذا العام مشاركة أكثر من 1000 خبير اقتصادي من 80 دولة في مختلف القطاعات، وشكلت المشاركة فرصة لبحث مجالات التعاون المشترك والتبادل الاستثماري مع ممثلين عن القطاعات الاقتصادية الروسية والأجنبية، وتعد روسيا من أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2022، إلى 9 مليارات دولار بنسبة نمو بلغت 68%.
مجموعات عمل مشتركة
وخلال اجتماع الوفد مع الوكالة الوطنية للاستثمار والخصخصة ممثلة بمديرها كراسوفسكي دميتري، والنائب الثاني لمدير الوكالة بوشكاريف إليكسي، وكونونتشوك إلكسندر رئيس قسم دعم المستثمرين، اتفق الطرفان، على تشكيل مجموعة عمل مشتركة، بهدف استكشاف الفرص والمشروعات الاستثمارية الواعدة والتي تلبي تطلعات الطرفين، إلى جانب بناء قنوات اتصال لتبادل البيانات والمعلومات ذات الاهتمام المشترك عن اتجاهات النمو في القطاعات الاقتصادية في البلدين، كما بحث الجانبان، تنظيم بعثات تجارية واستثمارية لتعزيز التفاعل بين ممثلي مجتمعات الأعمال، وبناء الشراكات الاستراتيجية القائمة على تحقيق المصالح المشتركة.
وشمل برنامج الزيارة، اجتماعاً بين وفد “استثمر في الشارقة”، وممثلين عن بنك التنمية البيلاروسي، ممثلاً برئيس قسم الأعمال الدولية إلكسندر توشريلو، ونائب المدير العام لوكالة تطوير الأعمال الدولية في البنك أندريه ماتيفسكي، وأنجلينا ليفكوفيتش مدير وكالة تطوير الأعمال الدولية، وتناول الاجتماع، سبل تعزيز طرق تبادل المعلومات التفصيلية حول فرص الاستثمار والمشاريع التنموية الكبرى الواعدة في إمارة الشارقة، وأبدى الطرفان، التزامهما باستكمال اللقاءات لبحث مسار العلاقات الاستثمارية، بما يتلاءم مع التوجهات التنموية المستقبلية للطرفين.
وخلال الاجتماع، قدم “استثمر في الشارقة”، برنامجاً وخططاً تستهدف دعم الشركات البيلاروسية التي تبحث عن فرص للاستثمار في إمارة الشارقة، بما في ذلك المساعدة على تأسيس الأعمال والتوسع في الأسواق المحلية ودخول الأسواق الإقليمية، ودعمه لتطوير اللوائح والتشريعات لتحفيز المستثمرين وتسهيل أعمالهم.
التكنولوجيا والزراعة والطاقة المتجددة
وتضمن اجتماع وفد “استثمر في الشارقة”، مع المركز الوطني البيلاروسي للتسويق ودراسة الأسعار، والذي مثله المدير العام للمركز ميكالاي بارسيفيتش، ورئيس قسم التعاون الدولي كوماروف إيفيجينا، وضع التصورات المحتملة لاتفاقيات التفاهم والتعاون المستقبلية ذات الأثر المستدام على مصالح الطرفين، وبحث آليات استكشاف القطاعات التنموية الواعدة في إمارة الشارقة، وتحديد المشاريع ذات الاهتمام المشترك مثل التكنولوجيا والزراعة الحديثة والتصنيع المتقدم والسياحة إلى جانب الطاقة المتجددة التي استقطبت في بيلاروسيا استثمارات بأكثر من 515 مليون دولار أميركي في العام 2020.
استراتيجية الانتقال لأسواق الإمارة
وأسفر اجتماع وفد “استثمر في الشارقة” مع “بيلاروسيا هايتك بارك” المنطقة الحرة، التي تضم أكثر من ألف شركة متخصصة في تقنية المعلومات، والذي مثله زالسكي كيريل نائب المدير العام، مايوروفا ليوبوف مديرة مكتب التعاون العالمي، عن وضع استراتيجية لمراحل زمنية محددة لمساعدة شركات التكنولوجيا المهتمة بالانتقال لإمارة الشارقة، والتوافق على تصورات لأفضل برامج التبادل لأصحاب المشروعات والباحثين وخبراء التكنولوجيا، وتحديد مواعيد لاستكمال الاجتماعات خلال الشهرين المقبلين، لمناقشة اتفاقيات الشراكات المحتملة، وأبدى الجانب البيلاروسي، خلال الاجتماع، اهتماماً خاصاً بتكنولوجيا المعلومات وتطوير البرمجيات والبحث والتطوير وحاضنات الشركات في إمارة الشارقة.
سياسات تنموية حكيمة وشراكات استراتيجية
وأكد سعادة أحمد عبيد القصير، أن الجانب البيلاروسي أبدى اهتماماً كبيراً بالفرص الاستثمارية التي تنتجها المسيرة التنموية الشاملة في الشارقة، مشيراً إلى أن السياسات التنموية الحكيمة التي تتبعها الإمارة في تعزيز التنوع وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بتطوير القطاعات الحيوية مثل الزراعة والتصنيع والرعاية الصحية والتعليم، تثمر دوماً عن شراكات جديدة بين الإمارة وأهم المراكز الاقتصادية العالمية.
وأشار القصير، إلى أن مدينة مينسك التي استهدفتها الزيارة، تعد المركز الصناعي الرئيس في بيلاروسيا، وأحد أهم المراكز الصناعية والتجارية العالمية، كونها حاضنة أهم وأكبر مصانع الآلات الثقيلة والمحركات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، إلى جانب صناعة المنسوجات والمواد الغذائية، موضحاً أن جذب المزيد من الاستثمارات البيلاروسية، سيشكل إضافات نوعيّة لاقتصاد الإمارة.
من جانبه، بيّن سعادة محمد جمعة المشرخ، أن الزيارة تجسد رؤية مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، المتمثلة في بناء شراكات استراتيجية مع أهم وكالات الاستثمار والتنمية في العالم، مؤكداً أن الشارقة تعزز مكانتها بين أهم حاضنات الاستثمارات التي تدعم بناء الاقتصاد الحديث.