يتوقع الاقتصاديون وخبراء التكنولوجيا وعلماء المستقبليات أن تشهد الاقتصاديات العالمية قريبا، أكبر عملية تحول على مدى التاريخ: وهي “الثورة الصناعية الرابعة”. ويتوقع الخبراء أن تشهد التكنولوجيات الناشئة التي قامت على منجزات الثورة الرقمية، قفزات هائلة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتقدمة وإنترنت الأشياء والحوسبة الكمية والتكنولوجيا الحيوية والنانوتكنولوجي، مما سيكون له أكبر الأثر في مجالات التجارة والأعمال والسياسات الحكومية والوظائف والترفيه والمجتمع بشكل عام. كما يتوقعون أيضا أن تمضي تلك التغيرات بسرعات هائلة.
وسيكون على الشركات والحكومات ضرورة إدراك التحديات والفرص والمخاطر التي تجلبها الثورة الصناعية الرابعة، إذا أرادت التغلب على تلك التغييرات الكاسحة. وفي ضوء ذلك، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أول خطة وطنية للعصر الجديد عام 2016. وفي مارس من هذا العام، أعلنت الإمارات تأسيس مجلس اتحادي ليشرف على استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة لديها ويضع إطارا لتطبيق السياسات الحكومية الخاصة بها. وستكون الثورة الصناعية الرابعة هي محور أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، الذي سيتم عقده يومي 19 و20 سبتمبر المقبل، وتنظمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، بالاشتراك مع قناة “سي إن بي سي عربية” CNBC Arabia.
تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات تتمتع بصورة جيدة في دوائر التكنولوجيا الصناعية، فهي معروفة بسرعة تبني قواعد الابتكارات التكنولوجية كما أنها تستثمر بقوة في أحدث التكنولوجيات. وتعد الإمارات رائدة في مجال تطبيقات الحكومة الإلكترونية والخدمات الرقمية العامة، وهي تحتل المرتبة ال26 على مستوى العالم في “الجاهزية الشبكية”، كما أنها تتمتع بأعلى معدل لانتشار الإنترنت في العالم. وتشير الإحصاءات، إلى أن لدى كل مقيم بالدول 3 أجهزة شخصية متصلة بالإنترنت، وأن 88% منهم يدخلون إلى مواقع التواصل الاجتماعي عبر أجهزتهم المتحركة. كما أن الإمارات تتمتع بمركز ممتاز يؤهلها للمنافسة على الصعيد العالمي، حيث تحتل المرتبة ال16 في مؤشر التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وفي ظل خدمات حكومية ذكية وبوابات ذكية بالمطار تسمح للمسافرين بمراجعة جوازات السفر خلال ثوان معدودة، وتوافر خدمات الإنترنت عبر تكنولوجيا Wi-Fi بحافلات المدينة وأيضا صناديق النفايات المزودة بالطاقة الشمسية، فإن الشارقة تتمتع بالفعل بانتشار واسع للتكنولوجيات الرقمية. غير أن الاستراتيجية الاقتصادية للشارقة تهدف إلى مواصلة التنوع في قواعد الاقتصاد، بما يمهد الطريق لأن تلعب الصناعات التي تعتمد على المعرفة دورا أكبر في العملية الاقتصادية.
وخلال العامين الماضيين، قامت الشارقة باطلاق طيف واسع من المبادرات الجديدة بهدف تطوير القواعد الاقتصادية إلى اقتصاد يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا. وقد شملت تلك المبادرات قيام حكومة الشارقة بإنشاء 3 مناطق حرة جديدة: المنطقة الحرة “للبحوث والتقنية والابتكار” (RTI) والتي تقيمها شركة الأعمال التجارية بالجامعة الأميركية بالشارقة، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، ومدينة الشارقة للنشر(SPC). كما قامت أيضا بضخ استثمارات كبيرة في مجال المشروعات البحثية وتبنت العديد من المبادرات لتشجيع رواد الأعمال وجذب الشركات الناشئة.
كيف ستستجيب الإمارات إذا، للثورة الصناعية الرابعة؟ إن منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر الذي سيتم عقده في سبتمبر سوف يبدأ في دراسة الفرص والفوائد والتحديات التي تجلبها الثورة الصناعية الرابعة الأخذة في التطور، بما في ذلك تأثيرات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات والتكنولوجيات الأخرى وكيف يمكن لهذه العوامل أن تؤثر في الشركات والتجارة والوظائف والاقتصاد والخدمات الحكومية والتشريعات وجودة الحياة.
سجل هنا لحجز مقعدك في منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2017
المصدر: متنوعة