أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اختيار الشارقة “عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019″، وذلك تقديرا للمبادرات التي تتبناها الإمارة على صعيد تشجيع القراءة والثقافة والنشر. ويضفي الإعلان مزيدا من الدعم للجهود التي تقوم بها الشارقة من أجل تأسيس مركز عالمي لنشر الكتب، حيث تم إنشاء “مدينة الشارقة للنشر” والتي لاقت ترحيبا كبيرا بالفعل من قبل الناشرين.
وستكون الشارقة هي المدينة التاسعة عشر التي تحظى بلقب العاصمة الدولية للكتاب، كما أعلنت اليونسكو هذا الأسبوع في باريس، وذلك بعد أثينا عام 2018. وتقوم اللجنة الاستشاريّة التابعة لليونسكو باختيار المدن المرشحة كعاصمة عالميّة للكتاب، حيث تضم اللجنة ممثلين للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات والجمعية الدولية للنشر واليونسكو. وقد وقع الاختيار على الشارقة نظرا للطبيعة الابتكاريّة والشموليّة التي تتمتع بها البرامج التي تقوم بها الإمارة في مجال تشجيع القراءة والنشر بما تتضمنه من أنشطة مجتمعية لدمج وإشراك كل من المواطنين والمقيمين.
ويأتي اختيار اليونسكو للشارقة في جانب منه إلى الجهود التي تقوم بها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، أول دار نشر إماراتية متخصصة في نشر الكتب عالية القيمة التعليمية والثقافية للأطفال. وهي أيضا المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وهي رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، حيث تم إنتخابها مرة جديدة لرئاسة الجمعية هذا العام. وقد أطلقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عام 2009 جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وهي أكبر وأبرز جائزة في مجال أدب الأطفال على مستوى العالم العربي. كما أطلقت مبادرة “اقرأوا لأطفال سوريا” عام 2014 بهدف تقديم الدعم لأطفال اللاجئين السوريين، حيث افتتحت مكتبة للأطفال تضم 3 ألاف كتاب.
وحسب هيئة الشارقة للكتاب (SBA) يبلغ حجم سوق الكتاب في العالم العربي نحو مليار دولار (3.65 مليون درهم) سنويا. وقد بلغ عدد زائري معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته رقم 35 العام الماضي، نحو 2.3 مليون زائر، خلال فترة انعقاد المعرض وهي 11 يوما، والتي شارك فيها 1,681 دار نشر قدمت معروضاتها على مساحة 25 ألف متر مربع (269 ألف قدم مربع). وسوف يتم إقامة معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام في مقره الجديد بهدف زيادة مساحته إلى 60 ألف متر مربع (645,835 قدم مربع).
ومن المتوقع أن تستوعب “مدينة الشارقة للنشر” التي تمتد على مساحة 19 ألف متر مربع (204,514 قدم مربع) على طريق الشارقة – دبي ما بين 140 – 180 دار نشر عالمية في مرحلتها الأولى فيما يرتفع الرقم إلى 400 ناشر مع المرحلة الثانية. وستكون المدينة التي تتمتع بكونها منطقة حرة، مقرا لدور النشر والموزعين ودور الطباعة والمترجمين وكذلك كافة الأنشطة المرتبطة بصناعة الكتب والنشر.
وقد كانت الشارقة دائما محل تقدير على الصعيد الثقافي العالمي، فقد فازت عام 2014 بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية في العالم العربي، من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، كما تم اختيارها عاصمة للسياحة العربية لعام 2015 بعد أن فازت بتصويت مجلس وزراء السياحة العرب.
ومن المقرّر أن تبدأ الاحتفالات باختيار اليونسكو للشارقة “عاصمة عالمية للكتاب رسميا في أبريل 2019، أي في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وذلك تحت شعار “إقرأ – أنت في الشارقة”.
المصدر: اليونسكو، SBA