في إطار مساعيها الرامية إلى تعزيز تبني أحدث المفاهيم الاقتصادية القائمة على تبني الإبداع والابتكار، أعلنت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) أنها ستستضيف بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الشارقة ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، نخبة من ممثلي القطاع الحكومي، والسفراء، وكبار رجال الأعمال والصناعيين لمناقشة تطوير ممارسات الأعمال، وبناء أسس سليمة للشراكات التجارية، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثالثة من “مجلس رمضان الاقتصادي في الشارقة”.
وتركز الدورة الثالثة للمجلس، التي تحمل هذا العام عنوان “الاقتصاد المبتكر”، على أهم الفرص والتحديات الحالية والمستقبلية، وتسلط الضوء على العوامل الرئيسة التي تشكل أساس الاستراتيجية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي لتحديات المستقبل، وضمان تطوير الاقتصاد الإبداعي، ونموه واستدامته.
وتتمحور مناقشات المجلس، الذي ينعقد في 4 يونيو 2017 الساعة 10:30 مساءً في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، حول تبادل الخبرات والتجارب، والمعارف المختلفة المتعلقة بالاقتصاد المبتكر، بهدف تحقيق أكبر قدر من الفائدة للقطاعين العام والخاص، لاسيما لناحية تعزيز التعاون لتطوير الاقتصاد الإبداعي على المستوى التجاري، وبناء اقتصاد متنوع على المستوى الحكومي.
ويستعرض المجلس مقومات فريدة التي تتيحها بيئة الأعمال المحلية للشركات وأصحاب المشاريع، موضحاً الكيفية التي واءمت بها الشارقة بين متطلبات النمو وتلبية احتياجات المستثمرين بتبينها اقتصاداً قائماً على المعرفة والإبداع، وتنميتها روح الابتكار في العمل الحكومي ودعم القطاع الخاص، ما حدا بإطلاق العديد من الخدمات التي حققت قيمة مضافة لاقتصاد الإمارة.
وتحتل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم كبيرة في المناقشات، باعتبارها أحد أهم عناصر الاقتصاد في إمارة الشارقة، ونظراً لدورها في تعزيز الاستثمارين المحلي والأجنبي، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، فضلاً عن الدور البارز الذي يلعبه القطاعان العام والخاص في تطوير هذه الشركات.
وحول أهمية استدامة الابتكار في اقتصاد إمارة الشارقة، قال سعادة خالد بن بطي الهاجري مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، إن الإبداع هو أصل من أصول عمل غرفة الشارقة في سعيها الدؤوب للمساهمة الفاعلة في تطوير اقتصاد إبداعي مستدام في إمارة الشارقة، يضمن أفضل تنظيم للحياة الاقتصادية وازدهار قطاعاتها التجارية والصناعية والمهنية على كافة المستويات، من خلال تطبيق أفضل الممارسات وتقديم أرقى الخدمات وإتاحة الفرص المجزية التي تحقق النمو والازدهار لمجتمع الأعمال المحلي في السوق العالمي.
وأكد خالد بن بطي على أهمية هذا المجلس الرمضاني كمحطة سنوية تناقش بشكل جدي ومسؤول وهادف شؤون اقتصاد الشارقة بين الأطراف الفاعلة في هذا الإطار، انطلاقاً من الحرص المشترك على تعزيز دعائم الاقتصاد المبتكر القائم على المعرفة والإبداع، ووفق رؤية بعيدة وطموحة تنسجم مع توجيهات القيادة الحكيمة، لمواصلة الارتقاء بالمكانة التنافسية للشارقة على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأشار خالد بن بطي إلى أن مشاركة غرفة الشارقة في هذه الفعالية المشتركة، تأتي ضمن جهودها الرامية لترسيخ دورها الفاعل في جذب الاستثمارات الواعدة إلى الإمارة وطرح الفرص الإستثمارية الرائدة، داعياً مجتمع الأعمال إلى أوسع مشاركة في هذه الجلسة الرمضانية المهمة للخروج بأكبر قدر من الأفكار الإبداعية التي تخدم مستقبل الإمارة وتدفع باقتصادها نحو مزيد من الابتكار والريادة.
وقال سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): “تشكل الدورة الجديدة للمجلس بادرة متميزة تعزز العلاقات القائمة بين أطراف مجتمع الأعمال في الشارقة، وتسلط في كل مرة الضوء على موضوع اقتصادي مهم مستعرضاً مختلف الجوانب المتعلقة بها”.
وأضاف: “ركز المجلس خلال العام الماضي على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث قدم المسؤولون والخبراء خلاله طرحاً قيماً استفاد منها الحاضرون، واليوم، ها هو المجلس يتناول موضوعاً لا يقل أهمية، وهو الاقتصاد الإبداعي، الذي تتكامل فيه أدوار الإبداع والابتكار مع منظومة العمل الاقتصادية التقليدية القائمة، إذ يهدف المجلس إلى الخروج برؤى شاملة حول تأسيس اقتصاد أكثر كفاءة وقدرة على الاستجابة مع المتغيرات والمستجدات التي تطرأ على الساحة، محلياً وعالمياً”.
وتابع: “يشكل الاقتصاد الإبداعي حجر الزاوية في مسيرة التطور التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة على وجه التحديد، ومن هذا المنطلق فإن المجلس سيتيح فرصة قيمة للتعرف إلى الإمكانات التي يتيحها الاقتصاد الإبداعي على الصعيد المحلي لأصحاب الأعمال والشركات والهيئات الحكومية على السواء، في سبيل استثمار الفرص المتاحة، وتعظيم الفوائد التي يمكن أن تجنيها المشاريع التقليدية من تبني منهجية تدعم الإبداع والابتكار”.
من جهته، قال محمد جمعة المشرخ، مدير مكتب (استثمر في الشارقة): “تجمع الدورة الثالثة للمجلس الرمضاني بين أصحاب الأعمال التجارية ذوي الخبرة العالية، وممثلي المصالح الأجنبية المؤثرين، وكبار المسؤولين الحكوميين في دائرة صنع القرار، ويعمل كمنصة استراتيجية لمختلف النشاطات التي تعزز فرص العمل مع الشركاء، وتوطيد المزيد من العلاقات والشركات الجديدة”.
وأعرب عن إيمانه بأن التكامل يلعب دوراً بارزاً في تحديد هدف مشترك مع الموارد الشخصية والمهارات المتخصصة، وقال إن “التقاء القطاعين العام والخاص في هذه السلسلة من الجلسات هو فرصة ثمينة لاكتساب رؤية شاملة ومعمقة عن واقع خدمات القطاعين، وكيفية عملها، فبهذا النوع من الوعي يمكننا إدراك الطريقة المثلى لزيادة الفرص التي توفرها الشارقة، وتطوير إمكاناتها الكبيرة، ونستطيع أن ندعم بعضنا في استقطاب الاستثمارات، وتسهيلها وضمان استدامتها، وبجهودنا المشتركة نجعل ذلك أكثر فاعلية، وكفاءة، وجاذبية”.
وكانت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) نظمت، بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الشارقة، العام الماضي مجلساً رمضانياً اقتصادياً، بعنوان “تقريب وجهات النظر بين القطاعين الحكومي والخاص”، ناقش خلاله نخبة من رواد الأعمال، وكبار الشخصيات في المجال الاقتصادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، سبل تعزيز التناغم بين القطاعين، ودوره في النهوض بواقع المجتمعات في كل المجالات، لاسيما الاقتصادية منها.
(بيان صحفي)