في إطار جهوده الحثيثة لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الكامنة في قطاع السياحة والسفر المحلي وتقديم الدعم اللازم له، شارك وفد من مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، في فعاليات قمة العرب للطيران، التي أقيمت في منطقة البحر الميّت في المملكة الأردنية الهاشمية واختتمت أعمالها الاثنين الماضي (5 ديسمبر 2016).
وضم الوفد كل من سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسيف محمد سالم السويدي، مدير ترويج الاستثمار في (شروق)، محمد السويدي، مدير المكتب التنفيذي في (شروق)، كما تضمنت القمة، التي نظمت تحت شعار “تواصل الثقافات وتحفيز الاقتصادات”، كلمات رئيسة وجلسات نقاشية وأخرى تفاعلية وورش العمل، بمشاركة وزراء ومسؤولين ورؤساء تنفيذيين لشركات وهيئات سياحة وخبراء من قطاع السياحة والسفر الجوي العربي، هدفت إلى إبراز أهمية قطاع السياحة والسفر الجوي في تنمية اقتصادات دول المنطقة العربية، وتعزيز ناتجها المحلي، ودعم الوظائف، بالإضافة إلى استعراض الفرص الكامنة بالقطاع، التي تتيح لشركات القطاع الخاص الدخول في شراكات نموذجية مع القطاع الحكومي لاستثمارها بالشكل الأمثل وتعظيم العوائد على المدى البعيد.
وشارك سعادة مروان بن جاسم السركال، في جلسة تفاعلية بعنوان “دور القطاع الخاص في تنمية قطاع السياحة والسفر العربي”، تناولت الدور المهم لشركات القطاع الخاص في النمو المتسارع لقطاع السياحة والسفر العربي، وأهمية تحفيزه لضخ المزيد من الاستثمارات النوعية فيه؛ كما قدّم سعادته عرضاً تقديمياً استعرض فيه أهمية صناعة السياحة والطيران للعالم العربي، وإنجازات (شروق) في هذا الصدد، وتناول أيضاً التحديات التي تقف حائلاً أمام نمو هذه الصناعة وازدهارها بالشكل المطلوب في الدول العربية، وتحدث كذلك عن دور وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والتطبيقات الذكية في الترويج للسياحة والطيران، عبر مختلف الوسائط المرئية والمسموعة والمكتوبة.
وقال السركال: “تلعب استثمارات القطاع الخاص في صناعة السياحة والسفر الجوي العربية دوراً بارزاً في تطوير القطاع والنمو الكبير الذي يشهده سنوياً، وعلى الرغم من وجود استثمارات مهمة للقطاع الخاص في هذه الصناعة، لا تزال الاستثمارات الأكبر ممولة من القطاع العام، ما يوفر للشركات الخاصة ورجال الأعمال فرصاً مثالية لتأسيس علاقات عمل متبادلة مع الشركاء الحكوميين للانتقال بالصناعة إلى المرحلة التالية من النمو”.
وأضاف: “تشهد صناعة السياحة والسفر الجوي العربية نمواً كبيراً، وحتى نضمن استدامة هذا النمو وتعزيزه، فإنه لابد من إشراك شركات القطاع الخاص بزخم أكبر في المشاريع السياحية وتلك المتعلقة بالطيران في المنطقة، مع السماح بتدفق الاستثمار الأجنبي المباشر لهذه الصناعة”.
وشدد السركال على أهمية التغلب على التحديات التي تحد من استثمارات مؤسسات وكيانات القطاع الخاص في صناعة السياحة والسفر في الدول العربية، مشيراً إلى أن “الحدود تعتبر العائق الأساسي أمام المستثمرين، إذا يشكل وجودها عقبة أمام الانتقال السلس للأفراد ورؤوس الأموال، كما يعتبر اختلاف القوانين والتشريعات التي تفرضها الدول العربية من دولة لأخرى، سبباً رئيساً في الحد من عمليات التوسع البينية، كما أنه يصعّب من تأقلم المستثمرين السريع مع البيئات الجديدة، وقد تنبهت إمارة الشارقة مبكراً لهذه المعضلة، فسنّت العديد من القوانين التي سهلت من حركة الاستثمارات ورؤوس الأموال والتدفقات النقدية، وسهلت إجراءات الإقامة وإصدار التأشيرات للمستثمرين والسياح”.
وذكر أن “من العوائق الأخرى كثرة الضمانات المطلوبة لتأسيس الأعمال المرتبطة بصناعة السياحة والسفر، وانتشار البيروقراطية، وتقلبات العملة، وغياب الاستقرار السياسي في عدد من الدول العربية، وعدم توافر بيئة صديقة للاستثمار، بالإضافة إلى عدم توافر الحماية وارتفاع نسبة المخاطر، لهذا فإن هذه القمة اكتسبت أهمية متزايدة لتسليطها الضوء على سبل تخطي هذه المعوقات من إجل إنعاش حركة استقطاب الاستثمار المباشرة في القطاع عربياً”.
وأوضح السركال، خلال عرضه التقديمي، أن “وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية تلعب جميعها دوراً مهماً في الترويج لصناعة السياحة والطيران، وهناك العديد من النماذج في الوطن العربي لشركات وهيئات استطاعت من خلال وسائل الإعلام الحديثة استقطاب المزيد من السياح والمسافرين لاستخدام خدماتها ومرافقها والتعرف إلى وجهاتها، فمن خلال هذه الوسائل نستطيع أن نصل إلى الأشخاص المستهدفين حيثما وجدوا، ونبرز لهم المقومات التي تتمتع بها وجهة سياحية أو مرفق ترفيهي أو شركة طيران بالشكل الأنسب، وفي الوقت الذي يلائهم، وأعتقد أن على صناع القرار والعاملين في صناعة السياحة والطيران في العالم العربي، بذل المزيد من الجهود للاستفادة من هذا الزخم الكبير، بما يعود بالفائدة على أوطانهم”.
وأكد المدير التنفيذي لـ(شروق) أن “مشاركتنا في القمة كانت فرصة جيدة للترويج للفرص الاستثمارية التي تتيحها إمارة الشارقة للمستثمرين من القطاع الخاص في صناعة السياحة والترفيه والسفر الجوي، إذ تملك الإمارة مؤهلات وبنى تحتية وتشريعية متطورة داعمة للمستثمرين، وكفيلة بتوفير أعلى درجات الحماية من المخاطر والتقلبات لهم، في ظل بيئة توفر عائدات مجزية للغاية، وعلى سبيل المثال فإن أعداد النزلاء في المنشآت الفندقية بالإمارة والعوائد الفندقية يشهدان نمواً سنوياً يصل إلى 13%، وهو ما يؤكد على أهمية الفرص التي سيجنيها المستثمرون من القطاع الخاص حال قرروا الاستثمار في الشارقة”.
وأوضح أن “الشارقة تتمتع بموقع استراتيجي على بعد 4 ساعات طيران من 35% من سكان العالم، و8 ساعات طيران عن 65% من سكان العالم، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإمارة تضم منطقتين حرتين رائدتين، إحداهما المنطقة الحرة لمطار الشارقة، التي يتيح موقعها الملاصق لمطار الشارقة الدولي فرصة قيمة للمستثمرين ورجال الأعمال الراغبين في تأسيس أعمال ترتبط بقطاع الطيران مباشرة، في ظل بيئة تزخر بالمميزات والتسهيلات، وتتيح التملك الكامل للمستثمر الأجنبي، مع الحرية المطلقة لحركة رؤوس الأموال، وهذه العوامل تعد جاذبة جداً لشركات القطاع الخاص الباحثة عن النمو في مناخ مستقر وآمن، وقد سعينا خلال مشاركتنا في القمة إلى تعريف المهتمين بإمكانات الاستثمار الواعدة في الشارقة ضمن صناعة الطيران والسفر الجوي، وسنعمل في (استثمر في الشارقة) بكل تأكيد على تأمين كل ما يحتاجونه من دعم في حال قرروا الانضمام إلينا والعمل في الإمارة”.
وفي اليوم التالي لانعقاد القمة، التقى سعادة مروان بن جاسم السركال، سعادة بلال ربيع البدور، سفير الدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وناقش معه أبرز مقومات السياحية بين الدولتين، كما عقد سعادة مروان بن جاسم السركال اجتماعات عمل ثنائية مع عدد من كبار المسؤولين الأردنيين، استهدفت تعزيز علاقات التعاون القائمة بين الشارقة والمملكة الأردنية الهاشمية، وتبادل الخبرات حول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك، بدأها الوفد بلقائه معالي المهندس يعرب القضاة، وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، كما التقى ثابت الور، رئيس هيئة الاستثمار الأردنية.
وخلال اللقاءات، أطلع وفد (استثمر في الشارقة) المسؤولين الأردنيين على الفرص الاستثمارية القيمة الكامنة في الشارقة في صناعة السياحة والترفيه والطيران، الذين أبدوا اهتماماً كبيراً بها وأشادوا من جانبهم بما تتمتع به الشارقة من مميزات استثمارية يقل نظيرها في المنطقة.
وقال السركال: “كانت الاجتماعات التي عقدناها مع المسؤولين في الجانب الأردني مثمرة وبناءة، وقد لمسنا اهتماماً بتفعيل أطر التعاون المشترك بيننا، على أرضية العلاقات الثنائية المميزة التي تجمع الشارقة بالمستثمرين الأردنيين، ونتطلع إلى استقطاب المزيد من رؤوس الأموال والاستثمارات الأردنية لإطلاق مشاريع ريادية في الشارقة، لاسيما في صناعة السياحة والترفيه والطيران، التي توفر إمكانات قوية للنمو”.
وكانت مبادرة “قمة العرب للطيران” انطلقت للمرة الأولى في عام 2011، وتُوصف بأنها المنصة الناطقة بقضايا القطاع، وتُقام سنوياً بالتعاون مع قادة قطاع الطيران والسياحة، وبمشاركة الهيئات الحكومية وممثلي وسائل الإعلام المرموقة والمؤسسات الرائدة للتحاور حول عدد من المواضيع الرئيسة التي تهم أصحاب المصلحة في قطاع الطيران.
وتعد القمة الحدث الأبرز في قطاع السياحة والسفر الجوي في المنطقة، الذي يركز على التوجهات والرؤى الواسعة والفرص المتاحة لدفع عجلة النمو والتطور في القطاع عربياً.
(بيان صحفي)