بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى تعزيز جودة الحياة في إمارة الشارقة والحفاظ على مواردها الطبيعية والمائية، وقعت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، مذكرة تفاهم مع شركة الشارقة للبيئة “بيئة”، تقضي بالعمل على تحسين نوعية المياه في بحيرة خالد بالشارقة.
وبموجب المذكرة التي تم توقيعها مؤخراً، تُطلق شركة “بيئة” سلسلة من المبادرات على مدى 12 شهراً، ترمي إلى تحسين نوعية المياه في البحيرة التي تُعد معلماً مائياً بارزاً في مدينة الشارقة، من خلال تحريك المياه الراكدة فيها عبر إدارة بوابة القصباء الفاصلة بين بحيرتي خالد والخان، ما يسمح بتدفق أفضل للمياه وتجديدها بالتالي.
وجاء قرار (شروق) بالاستفادة من خدمات “بيئة”، وهي مبادرة بيئية مشتركة بين القطاعين العام والخاص في الشارقة، بعد التقرير الأخير الذي أصدرته الشركة عن بحيرتي خالد والخان، وهما بحيرتان اصطناعيتان تربط بينهما قناة القصباء، إذ أشار التقرير إلى تدني مستوى جودة المياه في بحيرة خالد بسبب فقر تدفق المياه إليها مما أدى إلى تراكم الطحالب، وسبب انبعاث رائحة كريهة، وأشار المسؤولون عن توقيع المذكرة إلى أن خطة شركة “بيئة”، المبنية على التقرير النهائي لعدد من دراساتها، ستسهم في تحسين نوعية مياه بحيرة خالد بشكل كبير، وبالتالي توفير الراحة والرضا لسكان المنطقة المجاورة للبحيرة.
وفي هذا الصدد، قال سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): “تعاقدنا مع (بيئة) في شهر يونيو 2015 لإجراء دراسات حول نوعية المياه في بحيرتي خالد والخان بالشارقة، وأفضت نتائج الدراسات إلى خطر تعرض بحيرة خالد للتلوث بسبب ازدياد المرافق الترفيهية حولها خلال السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى افتقار معظم أجزائها إلى مياه البحر الطبيعية المتجددة عن طريق التيارات المائية التي تساعد على تنظيفها باستمرار، ما أدى إلى ركودها، وانتشار الطحالب والبكتيريا مسببةً انبعاث الرائحة الكريهة التي تشكل مصدر إزعاج للقاطنين حولها وللزوار على حد سواء”.
وتتضمن توصيات شركة “بيئة” تغيير توقيت فتح بوابة قناة القصباء، التي شُيدت لتحسين تدفق المياه من بحيرة خالد وإليها لكنها أثبتت عدم فاعليتها، ولذلك أطلقت الشركة جدولاً زمنياً شهرياً، تحتوي قاعدة بياناته على التوقيت الأمثل لفتح بوابة قناة القصباء وإغلاقها بهدف تعزيز عملية تدفق المياه وتنظيفها، وتقوم الشركة خلالها بقياس عملية تدفق المياه وتقييمها واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسينها، فضلاً عن تحليل ودراسة عينات من مياه بحيرة خالد لقياس مستويات الأوكسجين، والأحماض، والمواد الصلبة العالقة، والنترات، والبكتيريا.
وستُطور شركة بيئة أيضاً “إرشادات مكافحة التلوث” وستوزعها على سفن الشحن والترفيه للحد من عملية صرف مياه ومخلفات السفن قبالة الشاطئ وفي البحيرة لأنها تفاقم تلوث مياه البحيرة، وتتضمن هذه الإرشادات قواعد صرف مخلفات السفن، وبرنامجاً تعليمياً توعوياً مكثفاً يستهدف عمال السفن، والصيادين، لنشره وتعميمه عليهم بالتعاون مع دائرة موانئ الشارقة.
كما تتضمن بنود المذكرة إطلاق شركة “بيئة” عدداً من البرامج والحملات التوعوية الرامية إلى تشجيع التفاعل المجتمعي مع المشروع البيئي الجديد، وتتضمن تنظيم الأنشطة والفعاليات المختلفة كـ”يوم جمع النفايات من تحت الماء”، والتي تهدف بمجملها إلى إشراك الجهات المعنية، وتوعية المجتمعات بمشاكل نوعية المياه في الشارقة، وأهمية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها.
وأضاف السركال: “وضعنا خطة متكاملة لتنظيف البحيرة وتحسين جودة مياهها بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين في هذا المشروع الحيوي، وهم: بلدية الشارقة، ودائرة الأشغال العامة في الشارقة، و(بيئة)؛ وبالتزامن مع ذلك سنعمل على إطلاق حملة للحد من بعض الممارسات الخاطئة، مثل إلقاء بعض الزوار النفايات في مياهها، وهذه الخطة ستؤدي إلى عودة الحياة الطبيعية إلى البحيرة، وجعلها مكاناً مثالياً للتنزه والرياضة كما كانت على الدوام، ما يسهم بتعزيز مظاهر الحياة الصحية في الإمارة”.
وقال سعادة خالد عيسى الحريمل، الرئيس التنفيذي لشركة الشارقة للبيئة “بيئة”: “يسعدنا التعاون مع (شروق) لتحسين نوعية مياه بحيرة خالد، ويُعتبر توقيع هذه المذكرة امتداداً لتعاقدنا في العام الماضي للقيام بمهمة الإشراف ومراقبة الوضع الحالي البحيرة، واستناداً إلى خبرتنا التقنية العالية ودراساتنا المتخصصة، نتوقع إحداث تغييرات إيجابية مهمة في تحسين نوعية مياه بحيرة خالد بعد سنة واحدة فقط، فهذا البرنامج ينتهج استراتيجية طويلة الأمد تشهد تحسناً تدريجياً في نوعية المياه في البحيرة، وسيسهم اتباع التوصيات، التي انتهت إليها هيئة (شروق) وشركة بيئة، في استعادة النظام البيئي الطبيعي لبحيرة خالد والمحافظة عليه في السنوات المقبلة”.
(بيان صحفي)