استعرض منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016، الذي تنظمه كل من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، و“فاينانشال تايمز” البريطانية، ومجلة الاستثمارالأجنبي المباشر، والذي انطلقت فعالياته أول من أمس، واختتمت أمس، في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، دور المناطق الحرة والبنى التحتية المتقدمة التي توفرها الدولة، من موانئ جوية وبحرية، في تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز شحن جوي رائد عالمياً، يتوقع أن يغدو الأكبر عالمياً في وقت قريب، وذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان “تسخير إمكانات الاستثمار في قطاع النقل والخدمات اللوجستية في دولة الامارات العربية المتحدة لتلبية الطلب المتزايد على الأنشطة التجارية”.
وشارك في الجلسة كل من سعود سالم المزروعي، مدير هيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي وهيئة المنطقة الحرة بالحمرية، وتورستن براون، المدير العام الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإيران وباكستان لدى شركة لوفتهانزا للشحن، وفليمنج دالغارد، الرئيس التنفيذي لشركة غلفتينر، وجيف والش، المدير الإقليمي لشركة “دي إتش إل اكسبرس” في دولة الامارات العربية المتحدة، وأدارتها كورتني فينغار، رئيس تحرير مجلة الاستثمار الاجنبي المباشر، التابعة لمجموعة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
تجارب حرة
وخلال الجلسة، استعرض سعود سالم المزروعي، تجربة المنطقة الحرة في الحمرية، موضحاً أنه خلال السنتين الماضيتين شجعت المنطقة الشركات اللوجستية للتعاقد معها، إذ باتت هذه الشركات حالياً تمثل إحدى أهم الخدمات الأساسية لمختلف قطاعات المنطقة الحرة في الحمرية.
وقال إن “ميزات المناطق الحرة تتلخص بالدور في دعم الاقتصاد والصناعة، وإقامة المشاريع وخلوها من الضرائب، بالإضافة إلى أن موظفين الشركات لا يخضعون لتعاقدات معقدة، ويتم إنجاز المعاملات بسرعة، وقد استقدمنا وحدات متخصصة لنقل شحنات الشركات، وغير ذلك من الميزات والخدمات”.
وأكد أن “دولة الامارات، وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط، استطاعت بناء شبكة طرق وجسور متكاملة، ولم تلغِ أي مشاريع للبنية التحتية، حيث يعد هذا النوع من الركود الاقتصادي ذا فائدة، لأن أسعار مواد البناء تنخفض معه”.
وذكر أن “التجارة الالكترونية ستشهد طفرة، إذ تشهد المنطقة الحرة بالحمرية والشارقة إطلاق منصة للتجارة الالكترونية قريباً”، لافتاً إلى أن تجارة الترانزيت من الصين نحو الإمارات وصلت إلى ما يعادل 70 إلى 80% من إجمالي واردات الدولة من الصين، إذ إنه – على سبيل المثال – من بين كل 5 شحنات تحط على أرض المنطقة الحرة، أربعة منها يعاد تصديرها إلى دول أخرى، في حين تبقى الأخيرة في الإمارات.
مركز دولي
بدوره، أكد تورستن براون، أن “أكبر مركز للشحن الجوي في العالم سيكون في دولة الامارات العربية المتحدة مستقبلاً، نظراً لموقعها المتميز بين قارات العالم، حيث تعد البنية التحتية داعمة لنشاط الشحن والنقل.
ولفت براون إلى أن قطاع الشحن في دولة الامارات في نمو متزايد ومستمر، الأمر الذي يدفع شركات النقل والشحن إلى المضي قدماً في بذل المزيد من الاستثمارات والمتابعة في مجالاتها.
مناطق حرة
من جهته، أوضح فليمنج دالغارد، أن “الأسواق العالمية أصبحت مشبعة بالنشاطات التجارية”، لافتاً إلى أن إنشاء المناطق الحرة في الإمارات أسهم في استقطاب شركات الشحن والنقل الدولية، التي تبحث عن فرص لتوسيع نشاطاتها في أسواق إقليمية وعالمية جديدة، وهو ما جعل الإمارات العربية المتحدة مركزاً تجارياً حيوياً يجمع قطبي شرق وغرب إفريقيا والهند والصين وغيرها.
وقال إن “الشركات تنشئ مخازن لتخزين بضائع في المناطق الحرة في الإمارات من أجل إعادة تصديرها إلى دول أخرى، والجميع يدرك تماماً توجه السوق إلى رفع كميات البضائع والشحن والنقل، إذ كان لهبوط أسعار النفط العالمية تأثيرات جانبية محدودة على قطاع الشحن الجوي والبري، الذي يعتمد بشكل أساسي على التصدير وإعادة التصدير، إلا أنه تعافى بشكل سريع.
وطالب دالغارد بتعديل بعض القوانين مثل نقل تصاريح الأنشطة التجارية بين إمارة وأخرى، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة.
مد وجزر
من جانبه، قال جيف والش: “نحن في الشركة نتعامل مع الشحن السريع والنقل الجوي منذ أكثر من 40 عاماً، وشهدنا فيها مداً وجزراً لأكثر من فترة، إذ مر السوق بفترات هبوط، لكنه سرعان ما كان يتعافى وينتعش”.
وأكد أن “تأثير هبوط أسعار النفط في السوق أحدث تغيراً في أساليب العمل”، مشيراً إلى أن المشاريع الحكومية في دولة الإمارات ركزت على البنية التحتية، الأمر الذي أسهم في فتح أبواب الاستثمار في هذا القطاع.
(بيان صحفي)