تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من المقرر أن يقام المنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر FDI بالشارقة يومي 28 و29 سبتمبر 2016. ويأتي اقتصاد الشارقة والنجاحات التي حققتها استراتيجيات التنمية الاقتصادية بالإمارة بمثابة القضايا المحورية التي سيناقشها المنتدى.
وتعد هذه هي المرة الثانية خلال 3 سنوات التي تستضيف فيها الشارقة المنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر الذي يشارك فيه المستثمرون والاستشاريون والمسؤولون وصناع القرار بالحكومات والشركات متعددة الجنسيات على مستوى العالم. ينظم المنتدى هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومؤسسة “فاينانشيال تايمز”، وسوف يركز أيضا خلال جدول أعماله على مناقشة كيفية تمكن الاقتصاديات الخليجية من مواجهة التحديات الاقتصادية غير المسبوقة خلال ال10 سنوات الماضية. فقد شهد العالم الأزمة المالية العالمية في 2007/2008 والتراجع الحاد بأسعار البترول والذي وصل إلى 70% منذ منتصف عام 2014 وتحول الاحتباس الحرارى إلى أكبر المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي (1).
ورغم ما تمر به الاقتصاديات العالمية والإقليمية من تحديات ضخمة في الوقت الراهن وعدم وضوح الرؤية الذي يلف المنطقة بصفة خاصة، فقد نجحت حكومة الشارقة في تصميم وتطوير وتنفيذ استراتيجية متفردة للتنمية الاقتصادية. وبينما تعاني العديد من اقتصاديات المنطقة من العديد من التحديات الحقيقية حاليا، فإن إمارة الشارقة قد تبنت فكرة تغيير كل ذلك، وذلك في إطار تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نحو تأسيس قاعدة اقتصادية متنوعة واقتصاد يتمتع بتنمية مستدامة في إطار قيم الإسلامية والثقافية للإمارة.
ويعد اقتصاد الشارقة من أكثر الاقتصاديات تنوعا على مستوى المنطقة، وهو الأمر الذي ساهم في توفير الحماية إزاء الكثير من الأثار السلبية للتراجع الحاد بأسعار البترول. حيث تعد الشارقة تاريخيا، القاعدة الصناعية والإنتاجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في ضوء ما لديها من إمكانيات على رأسها قطاع عقاري نشط وأيضا مرافق لوجستية وفق أعلى المعايير العالمية خاصة في مجالات النقل البري والبحري والجوي.
ولعل تمسك الشارقة والتزامها التاريخي تجاه الحفاظ على الثقافة الإسلامية والعربية والإماراتية، هو ما ساعد على تحقيق النجاح والتميز لجهودها في مجال التنمية الاقتصادية. وقد كان للاستثمار المستمر في تطوير الموارد الثقافية والإسلامية وإدارة البيئة والحفاظ على التراث المحلي الفضل في المساهمة في تحول الشارقة تدريجيا لأن تكون وجهة رائعة للسياحة ومركزا عالميا رائدا في مجالات الفنون والثقافة فضلا عن كونها توفر بيئة إيجابية للإقامة والعمل.
تجدر الإشارة إلى أن رؤية الشارقة السياحية لعام 2021، التي أعدتها هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالإمارة (SCTDA) تهدف إلى استقطاب 10 ملايين سائح للإمارة بحلول ذلك العام. كما يستهدف مطار الشارقة الدولي خدمة 25 مليون راكب بحلول عام 2025. وقد وصل إجمالي عدد الركاب الذين استخدموا المطار خلال 2015 إلى 10 ملايين راكب، وذلك لأول مرة، وتشهد أرقام العام الحالي نموا يصل إلى 12% حتى الأن، بالمقارنة بالعام الماضي.
كما تتبني الشارقة العديد من المبادرات الحكومية الرامية إلى اجتذاب وتشجيع رواد الأعمال والمستثمرين في مجالات المعلومات وغيرها، بهدف تطوير تطوير اقتصاديات المعرفة بالشارقة. وفي هذا الإطار، جاء إنشاء مدينة الشارقة للإعلام، “هيئة منطقة حرة”، وإطلاق شركة الأعمال التجارية بالجامعة الأميركية بالشارقة للمنطقة الحرة “للبحوث والتقنية والابتكار” (RTI) في وقت سابق من هذا العام. وفي نفس الوقت قامت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) والجامعة الأمريكية بالشارقة، بتأسيس مركز “شراع” لريادة الأعمال الذي يعد أحد المبادرات الحكومية التي تم إطلاقها مؤخرا بهدف دعم وتشجيع الشباب على المبادرة في مجال تأسيس المشروعات الخاصة. كما أعلنت غرفةُ تجارة وصناعة الشارقة (SCCI) مؤخرا أنها سوف تقدم 50 مكتبا مجهزا جديدا، مجانا لرواد الأعمال، وذلك في إطار برنامج «حاضنات الأعمال» الذي ترعاه الغرفة.
وتتضمن خطط حكومة الشارقة لتحقيق التنمية المستدامة العديد من المجالات في مقدمتها الجوانب الاقتصادية والبيئية والمجتمعية. وقد أسست حكومة الشارقة شركة “بيئة” عام 2007 كشركة متخصصة في مجال تقديم الحلول المتكاملة للحفاظ على البيئة لتحقيق هدف الاستفادة من 100% من النُفايات بالشارقة، وذلك عبر إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها أو استخدامها في توليد الطاقة. كما تضع حكومة الشارقة قضية النهوض بالصحة العامة في مقدمة أولوياتها، حيث انضمت لبرنامج المدن الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية عام 2012. وفي عام 2015 أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا، اختيار الشارقة أول مدينة صحية في الشرق الأوسط.
وتشمل القضايا التي سيناقشها المنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر بالشارقة، النجاحات التي حققها اقتصاد الشارقة وبيئة التجارة والاستثمار بالإمارة والنجاح الذي حققته في تشجيع الاستثمار ودراسات حالة لبعض الشركات والمنتجات الأكثر نجاحا في الإمارة
المصدر: (شروق)
(1) المنتدى الاقتصادي العالمي، مايو 2016