مدارس وأسواق.. وطرقات ضيقة شقت طريقها عبر الزمن .. هنا تبدأ الحكاية… في منطقة صغيرة في شرق الجزيرة العربية شكلت النواة الأولى لإمارة العز والخير .. شارقة التاريخ والحضارة.
ولايزال ” قلب الشارقة “ ينبض منذ عقود.. أصوات تجار وعمال وحركة تجارية نشطة وأسواق تعبق بنكهة الماضي الأثير ومساكن وحصون ومبان امتازت بطابع معماري تراثي أصيل .. جسدت جميعها الملامح الفريدة لـ ” قلب الشارقة “.
وتعد منطقة ” قلب الشارقة ” وجهة متفردة ومنبعا لحكايات الأجداد المؤسسين حيث تختزن عبق التاريخ وذكريات الماضي وتحمل مبانيها ومرافقها قيمة لا تقدر بثمن فهي جزء من تاريخ إمارة الشارقة الأصيل وطابع حياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية وتضم جميع الأعمال الفنية التي تركها لنا الأجداد كأيقونة تحفظ مسيرة الإمارة الثقافية.
وتقع منطقة قلب الشارقة في الجزء القديم من مدينة الشارقة .. ووفقا لمصادر تاريخية فقد لعبت هذه المنطقة دورا بارزا في تطوير التجارة على مر القرون حيث أكد العالم العربي المسلم الشريف الإدريسي وجود ميناء في المكان الذي تقع فيه منطقة قلب الشارقة حاليا وكان هذا الميناء يعد عام 1756 واحدا من ثلاثة موانئ رئيسة على الساحل بين القطيف /في المملكة العربية السعودية / وصير / رأس الخيمة/ وهي العجير وقطر والشارقة وتحتوي هذه الأماكن على نسبة ضئيلة من السكان ومنها كان يتم نقل بلح البصرة والأرز إلى عرب الصحراء من قبل غواصي اللؤلؤ.
وظل ميناء الشارقة الأهم في منطقة الخليج العربي الأدنى حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1820 حين تم تدمير موقع الشارقة القديمة وميناءها بالكامل من قبل المستعمرين البريطانيين قبل أن يتعافى بوتيرة أسرع من باقي الموانئ في منطقة الإمارات حيث أصبحت المنطقة نقطة تواصل حضاري بين التجار القادمين عبر البحر وبين سكان المنطقة وبقية مدن الإمارات وهو ما أوجد نشاط تجاريا كبيرا في المنطقة ساعد السكان على إقامة العديد من البيوت السكنية والأسواق والمساجد التي ظلت شاهدة على نمو المدينة وتطورها عبر الزمن.
ومنذ منتصف القرن العشرين استمرت عمليات التطوير العمراني غائبة عن منطقة قلب الشارقة كي يتسنى الإبقاء على معالمها المميزة لكن مع إدراجها في مارس 2014 ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” ازدادت الحاجة إلى الحفاظ على هذا الإرث التراثي الغني.
ويمثل إدراج “قلب الشارقة” في القائمة التمهيدية لـ” اليونسكو” إنجازا يعكس غنى التراث الأثري والتاريخي في دولة الإمارات العربية المتحدة كما أنه يسهم في الحفاظ على المنطقة وصونها وترميمها ضمن المعايير الدولية التي حددتها ” اليونسكو” .
ويضمن الإدراج النهائي في القائمة فرصة التعريف بها وتسويقها على مستوى العالم الأمر الذي سيؤدي إلى وضعها على الخريطة السياحية العالمية.
وفي إطار حماية هذا الإرث الثقافي القيم .. بدأت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير ” شروق “ بناء على توجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مشروعا ضخما لتطوير منطقة قلب الشارقة ينقسم إلى خمسة مراحل ويستمر حتى عام 2025 ويعد الأول من نوعه للمناطق التراثية في الشارقة والأكبر والأبرز في المنطقة حتى اليوم.
ويهدف المشروع إلى إعادة ترميم وتجديد المناطق التراثية لتشكيل وجهة سياحية وتجارية متفردة ذات لمسة فنية معاصرة تتناغم مع طابع خمسينيات القرن العشرين.
ومن خلال المشروع سيتم إحياء منطقة “قلب الشارقة” كوجهة ثقافية نابضة بالحياة وسيتم بناء فنادق ومطاعم ومقاهي ودور فنون وأسواق.
ويرتكز نجاح هذا المشروع في الحفاظ على قيمة المنطقة التاريخية وأهميتها الأساسية في سياق التطور الثقافي الثري للإمارة فأزقتها الضيقة تحتضن البيوت العتيقة التي سكنها أهلنا المؤسسين وبنيت عليها المدارس الأولى في الإمارة ما جعل منها حتما حلقة الوصل بين ماضي الإمارة العريق ومستقبلها الأكثر إشراقا.
وقال يوسف المطوع مدير قلب الشارقة إن المشروع يعتبر القلب الثقافي والاجتماعي والتجاري لإمارة الشارقة فهذه المنطقة تحمل إرثا وقيمة تاريخية لا يقدران بثمن ومع التطور المستمر الذي تشهده الإمارة في جميع النواحي ومن ضمنها القطاع السياحي كان لابد من تطوير هذه المنطقة وصونها ورعايتها والحفاظ على معالمها التراثية ليس لجيلنا فقط بل لأجيالنا القادمة أيضا كونها تمثل ذاكرة حية للمواطنين الإماراتيين الذين عاشوا على هذه الأرض الطيبة منذ مئات السنين .
وأضاف المطوع أن ” شروق ” استطاعت أن تحول المنطقة إلى وجهة سياحية جاذبة وأحيت معالم اندثرت في المنطقة مثل سوق” الشناصية “وبناء أخرى تحافظ على طبيعة المسكن وتشكل إضافة نوعية له مثل فندق” البيت “.
وأوضح أننا نتطلع إلى الاستمرار في عمليات التطوير ومراحله وصولا إلى عام 2025 الذي من المقرر أن ينتهي فيه المشروع بجميع مراحله الخمس وعندها سيغدو معلم جذب تراثي رئيس لا يضاهى في المنطقة بأسرها.
ويتضمن مشروع “قلب الشارقة” العديد من المرافق والمقومات السياحية الفريدة ويعد مركز استكشاف قلب الشارقة بداية رحلة إلى أعماق تاريخ المنطقة لكشف أسرارها والتعرف إلى مكنوناتها إذ يقدم لزواره عرضا متكاملا بالشروحات والكتيبات الإرشادية حول مراحل تطوير المشروع ما يجعل منه النقطة الأمثل لبداية التجول في المنطقة والحصول على لمحة سريعة عنها.
وتنطلق الرحلة بعدها إلى متاحف المنطقة وأبرزها متحف الحصن الذي يعد أهم بناء في الشارقة منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين وتم بناء الحصن عام 1823 ليستخدم مقرا للحكم وسكنا لعائلة القواسم الحاكمة .
وتضم صالات العرض في المتحف مقتنيات واسعة من الصور والقطع والقصص التي توفر للزوار فرصة عيش تاريخ الشارقة وأهلها كما يمكن التعرف إلى كيفية صنع الدبس /عسل التمر/ إضافة إلى إجراء المحادثات التفاعلية في المجلس التقليدي وتفحص الأسلحة المشابهة لتلك التي استخدمت للدفاع عن الحصن والتعرف إلى استراتيجيات الدفاع التي استخدمها الشيوخ وحراسهم.
أما “متحف بيت النابودة ” فيتوسطه ساحة كبيرة تحيط بها جدران من الحجر المرجاني ويتعرف الزائر من خلال هذه المنطقة على وسائل تكييف الهواء التقليدية التي كانت تستخدم ومشاهدة الزخارف الفريدة التي تغطي الجص والخشب.
وتصور غرف البيت نمط الحياة اليومية النموذجي لعائلة أحد تجار اللؤلؤ في ذلك الزمان متجسدا في أعمال فنية لحرفيين عاشوا آنذاك ويخضع المتحف حاليا لأعمال الترميم والصيانة وسيعود لاستقبال زواره عقب الانتهاء منها.
ويستطيع الزائر إلقاء نظرة فاحصة على بدايات الحركة التعليمية في الإمارة من خلال متحف مدرسة الإصلاح التي تأسست عام 1935 لتكون أول مدرسة نظامية تفتتح أبوابها في إمارة الشارقة وتستقبل في فصولها طلابا من جميع أنحاء المنطقة.
أما اليوم فقد تحولت المدرسة إلى متحف يضم المقاعد الخشبية وغرف الدراسة المظللة وصور الأشخاص الذين أحيوا عملية التعليم وغرفة ناظر المدرسة ومرافع القرآن المصنوعة من خشب النخيل ليقدم المتحف للزوار لمحة عن النظام التعليمي القديم الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 80 عاما.
وغير بعيد عن ” متحف مدرسة الإصلاح ” يقع ” متحف الشارقة للتراث ” الذي يمكنك من خلاله استكشاف أسلوب الحياة في إمارة الشارقة القديمة والتعرف إلى الاحتفالات والأعمال الثقافية المحلية والتقاليد القصصية المرتبطة بتراث الإمارة الثري من خلال قاعات المتحف الست المتميزة وأولها “البيئات” التي تشرح البيئات الثلاث الرئيسة للشارقة وهي – الجبال والوديان والصحاري والواحات وبيئة الساحل والمواد التي استخدمها الأجداد في الحرف التقليدية والبناء.
وينتقل الزائر إلى “نمط الحياة” التي توضح أنماط الحياة الاجتماعية والترفيهية والدينية للأجداد وعادات الضيافة الأصيلة يتبعها قاعة “الاحتفالات” التي تعنى بتقديم شرح واف عن طرق احتفال الإماراتيين بالمناسبات الخاصة والأعياد يليها قاعة “سبل العيش” التي توضح كيف استفاد الأجداد من مواردهم البيئية المتاحة لكسب أرزاقهم وسبل التجارة آنذاك والعملات المستخدمة قديما .
وفي قاعة “المعارف التقليدية” يمكن الإطلاع على مكانة المعارف بين أهل الإمارات ومعرفتهم بأنواع الرياح وطرق الملاحة البحرية ومهارتهم في مراقبة النجوم وحساب أيام السنة وكيف ساعدهم علم القيافة أو التجفير على التنقل بين البلدان وتنتهي القاعات الست بقاعة “الأدب الشفهي” التي تتيح الاستماع عبر وسائل سمعية إلى بعض القصص الخرافية والأساطير والشعر والأمثال والألغاز القديمة التي حفظتها وتناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل.
أما أكبر متاحف قلب الشارقة وأشهرها فهو ” متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ” المطل على خور الشارقة والذي يحتوي بين جنباته على أكثر من 5000 قطعة فريدة جمعت من كل أرجاء العالم الإسلامي وتكشف جوانبا من ثراء الحضارة الإسلامية وكنوزها ويتيح المتحف لزواره إطلالة تاريخية على الفنون والعلوم والحرف والاختراعات التي ظهرت على مدار عقود مختلفة مر بها الإسلام عبر تاريخه المجيد.
ولا تقف القصص التراثية التي يرويها كل ركن في منطقة قلب الشارقة على المتاحف وحسب فهناك أيضا حكايات يرويها مركز الحرف الإماراتية الذي كان يعرف في الماضي بـ”بيت المزروع القديم” والذي يقع في الطرف الجنوبي الغربي من إمارة الشارقة القديمة إلى أن جرى تحويله إلى مركز للحرف الشعبية يعرض الصناعات اليدوية التي أبدعها الأجداد في ظل البيئتين الصحراوية والبحرية المحدودتين كما يوضح ملامح الاقتصاد في مرحلة ما قبل اكتشاف البترول والغاز في دولة الإمارات .
ويحتوي بيت المزروع على/ 17/ غرفة منها / 14 / في الطابق الأول وتتخذ معظم الغرف الشكل المستطيل وتطل على الفناء الخارجي حيث لا تحتوي على نوافذ أو فتحات كما جرت العادة في تصميم المنازل القديمة.
ويمتاز مركز الحرف الإماراتية بـ / 27 / مقوما معماريا فريدا تتضمن المدبسة / غرفة تحضير دبس التمر/ والأعمدة والزخارف الجصية والخشبية.
ومن حكايات المكان الساحرة أيضا تلك التي يرويها “بيت الألعاب الشعبية” الذي يقع في ساحة الآداب بحي ” المريجة ” في منطقة قلب الشارقة.
ويهدف هذا البيت إلى إحياء الألعاب الشعبية القديمة والحفاظ على المفردات الجميلة لهذا التراث العريق في عقول الجيل الحالي وأجيال المستقبل وحماية الموروث من الاندثار.
وتعرض في البيت صور ومجسمات لجميع الألعاب الشعبية القديمة مثل الدحروي وخيل من الكرب وغيرها الكثير.
وتستمر مسيرة الماضي وعبقه الأصيل في كل زاوية من “قلب الشارقة” فبانتقالنا إلى “بيت السركال” نجد أن هذا البيت التاريخي يجسد الروح الحقيقية للشارقة فقد شيد في القرن التاسع عشر.
ويتمتع بتاريخ يمتد قرابة الـ 150 عاما ويحمل بين جدرانه الكثير والكثير من الحكايات عبر سنوات نشاطه التي رسمت تاريخ إمارة الشارقة الحديث فقد ظل بيت السركال فترة طويلة مقرا للمعتمد البريطاني في منطقة الخليج ثم تحول في ستينيات القرن الماضي إلى أول مستشفى يؤسس في إمارة الشارقة شهدت ولادة أجيال من الشخصيات البارزة في تاريخ الإمارة.
وخضع بيت السركال لأعمال الترميم ما بين الأعوام 1993 و1995 إلى جانب عدد آخر من البيوت التراثية في منطقة ” الشويهين ” ويحتضن حاليا أنشطة مركز الشارقة للفنون وبينالي الشارقة والعديد من المعارض والفعاليات وورش العمل.
معلم آخر يجسد الروح الحية لمعالم “قلب الشارقة” العتيقة وهو ” بيت عبيد بن حمد الشامسي ” الذي يرجع تاريخه إلى عام 1845 وتسهم هذه الآيقونة في إظهار فن العمارة الخليجية التقليدية.
ويضم البيت المكون من طابقين / 16/ غرفة ثلاث منها في الطابق العلوي إضافة إلى الملاحق والسلالم والملاقف الهوائية المعروفة باسم “البراجيل”.
وقد أضيف للبيت / 13 / مرسما مجهزا عقب انتهاء أعمال ترميمه عام 1997 خصصتها إدارة الفنون للفنانين المحترفين المداومين على إنتاج أعمالهم الإبداعية ولهذا بات يعرف لاحقا بـ”رواق الفنون”.
وكانت منطقة قلب الشارقة ولا تزال مركزا تجاريا حيا لمئات السنين تواجد فيها العديد من الأسواق التي اجتذبت التجار وقوافلهم من مختلف البقاع ولن تكتمل متعة زيارة المكان من دون زيارة هذه الملتقيات الشعبية التراثية التي لا تزال تمزج روائح العطور وبالبخور بعبق التاريخ.
ويعتبر “سوق العرصة” أهم الأسواق القديمة في دولة الإمارات حيث كان فيما مضى – قبل أكثر من نصف قرن- نقطة التقاء رحلات تجار البدو وجمالهم المحملة بالبضائع.
ويضم السوق أكثر من / 70 / متجرا مميزا تعرض الكثير من المشغولات اليدوية والمقتنيات ذات القيمة التاريخية والتحف الخشبية والصناديق العربية المطعمة باللؤلؤ وأباريق القهوة النحاسية والمصوغات اليدوية والمجوهرات التراثية والعطور والبخور والملابس المصنوعة يدويا والسلال المصنوعة من سعف النخيل والأعشاب الطبية والسجاد والهدايا التذكارية.
أما سوق ” صقر ” فيضفي على زواره أجواء تتناغم مع روح التراث الأصيل ويقع هذا السوق بمحاذاة خور الشارقة وكان مقرا لتجارة الذهب والملابس ويقدم اليوم مجموعة واسعة من المنتجات بينها التوابل والأعشاب والحناء والملابس والمنسوجات والزيوت والعطور والبخور والسلال المصنوعة من سعف النخيل.
وتجد في السوق أيضا العديد من المتاجر الكبيرة التي تقدم الملابس والإكسسوارات العربية والعطور ومستحضرات التجميل إضافة إلى عدد من محال خياطة الملابس النسائية خاصة ملابس الزفاف والعبايات الشعبية والمطرزات.
وإذا أردت الانتقال إلى عالم ينبض بالذكريات وأجواء الماضي الآسرة فما عليك سوى زيارة ” السوق القديم ” حيث يتوسط مجموعة من المباني الحديثة ليشكل وجهة متفردة تأخذك بخطوة واحدة على قدميك إلى تلك الأيام الجميلة التي ما زال عبقها يداعب الذاكرة.
ويتميز السوق القديم بممراته الضيقة التي تعج بالمتسوقين بحثا عن صفقة جيدة وتملأ أجوائه رائحة العود والبخور الزكية المنبعثة من محلات العطور.
ويحتضن السوق الذي مضى على تشييده /25/ عاما معالم عدة يمكن للزائر استكشافها الواحدة تلو الأخرى بما في ذلك مسجد ” الدليل ” ذي الهندسة المعمارية المميزة والذي يعد الأقدم في المدينة وعدد من المتاجر التي توفر للزوار فرصة العثور على مشتريات من المأكولات والملابس بأسعار مناسبة.
أما ” سوق الشناصية ” فيعتبر من أقدم وأكثر الأسواق حيوية في المنطقة وضمن خطة المرحلة الأولى لتطوير مشروع قلب الشارقة وبعد إجراء المسح الجيوفيزيائي للمنطقة بدأت أعمال الحفريات والتنقيب في المنطقة الواقعة بين حصن الشارقة والكورنيش والتي كشفت عن أساسات السوق القديم الذي يرجع تاريخه إلى فترة الخمسينيات من القرن الماضي وكان يربط السوق المسقوف في منطقة المريجة بسوق الشيخ صقر بن محمد القاسمي في منطقة الشويهين.
وقد تم اعتماد مشروع إعادة بناء السوق على الأساسات التي تم اكتشافها وتسميته بسوق الشناصية كما كان اسمه في السابق والذي كان يعتبر حينها من أقدم الأسواق وأكثرها حيوية في المنطقة إلى جانب مجموعة من الأسواق الصغيرة الأقل شهرة والمخصصة لبيع الخضراوات والفواكه والسمك واللحوم والتمر.
من المؤكد أن الزائر لمنطقة قلب الشارقة والراغب بالاستمتاع بجميع ما توفره من معالم ومتاحف وأسواق ومرافق لن يكتفي بيوم واحد يقضيه فيها ليشبع أحاسيه وحنينه إلى الماضي من هنا جاءت فكرة ” شروق ” لبناء مكان إقامة في أحضان “قلب الشارقة” يقدم للزوار أفضل تجربة إقامة تراثية في إمارة الشارقة.
و”فندق البيت” هو فندق إماراتي أصيل بكل معنى الكلمة إذ يعتبر منتجعا فاخرا من فئة الخمس نجوم يجمع بين العناصر التقليدية واللمسات العصرية الحديثة.
ويتمثل الجانب الأكثر تميزا في فندق “البيت” الذي تبلغ تكلفة بناؤه نحو / 100/ مليون درهم في المحافظة على معظم البيوت القديمة في المنطقة والتي تم اختيارها حصريا لبناء الفندق وتكوينه وستحمل هذه المنازل أسماء الملاك الأصليين والغرف ذاتها لتسليط الضوء على البيئة ونمط حياة الإماراتيين قديما في هذه المنازل.
ويتيح ذلك للنزلاء تجربة أجواء الماضي عبر عناصر منسجمة مع الثقافة والمجتمع والتاريخ والحضارة ومن المقرر إنجاز الفندق وافتتاحه في العام المقبل 2017.
وام/بتل/دنا/مصط المصدر: