في إطار جهودها المستمرة للترويج لقطاع الاستثمار السياحي في إمارة الشارقة، استعرضت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، خلال مشاركتها السادسة على التوالي في معرض ومؤتمر سوق السفر العربي (الملتقى 2016)، الذي تختتم فعالياته في 28 أبريل الجاري، مجموعة مشاريعها ووجهاتها السياحية أمام زوار المعرض والمتخصصين الذين توافدوا على جناح (شروق)، حيث قدم لهم ممثلو الهيئة شرحاً وافياً عن جميع استفساراتهم، لاسيما المتعلقة بالمشاريع الجديدة، وعلى رأسها مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، والذي استأثر باهتمام وتفاعل كبير من المستثمرين والزوار.
ويقدم مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، فئة جديدة كلياً من المشروعات السياحية التي لم تعهدها منطقة الخليج العربي من قبل، إذ يعد نموذجاً فريداً من نوعه يجمع بين التاريخ والطبيعة والثقافة وفن الضيافة الراقي لتقديم تجربة ترفيهية جديدة لعشاق المغامرة في أحضان الطبيعة، وقد بات المشروع يشكل نقطة جذب جديدة للزوار في المنطقة.
وقال سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): “تتمتع الشارقة بمجموعة استثنائية من الوجهات السياحية المتنوعة، وبعضها أخذ من التفرد سمة مميزة له على صعيد المنطقة ككل، ومن خلال سوق السفر العربي نحرص دوماً على عرض مجموعة مشاريعنا السياحية، وفي هذا العام قمنا بالتركيز بشكل أساسي على مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، الذي أطلقنا مرحلته الأولى في فبراير الماضي، لما يمثله من أهمية تاريخية وسياحية كبرى للزوار والمهتمين”.
وتفيد الدراسات التاريخية التي أجريت على منطقة مليحة، أنها شهدت أول نشاط بشري منذ ما يزيد على 130,000 عام، إذ تعاقبت عليها حضارات تركت آثاراً لها ومقتنيات خلّدت وجودها على مر التاريخ، بدءاً من العصر الحجري القديم ثم الحديث، مروراً بالعصر البرونزي، والحديدي، والجاهلي “فترة ما قبل الإسلام”، وانتهاء بالعصور الإسلامية الحديثة.
وتضمنت المرحلة الأولى من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية افتتاح “مركز مليحة للآثار” الذي تم إنشاؤه ضمن مبنى صمم بطريقة تتمشى مع البيئة المحيطة والمميزة، مما يتيح للزوار التجول داخله والاطلاع على مكوناته بطريقة سهلة وممتعة وتفاعلية، كما تم تصميم المبنى للاستفادة منه من الداخل والخارج، ويحتضن المركز في داخله اكتشافات أثرية معروضة، وعروض تثقيفية عن الحقائق التاريخية للمنطقة، ومقهى وردهات للجلوس إلى جانب شاشات تفاعلية تعرض أفلاماً وثائقية عن تاريخ مليحة، ولافتات إرشادية بتفاصيل المنطقة ومتجراً خاصاً بالعلامة التجارية “أنا أحب الشارقة”، إضافة إلى مرافق خدمية ومكاتب إدارية.
ويضم المشروع مجموعة من المواقع الأثرية الرئيسة، هي: ضريح أم النار، ووادي الكهوف، وقلعة مليحة، والمقابر التاريخية للجمال والخيول، وبيت المزرعة، إلى جانب موقع المقابر الأثرية، وبيت المزرعة ذو المطبخ، وقصر مليحة في فترة ما قبل الإسلام، وغرف الدفن.
وقال مروان السركال: “إن مزايا مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية لا تقتصر على الجانب السياحي والتاريخي فحسب، بل تتعداها إلى توفيره فرصاً استثمارية مغرية ضمن قطاعات سريعة النمو، مثل الضيافة والترفيه والمشروعات الرياضية وغيرها، كما أن المشروع يستهدف ترسيخ التنمية المستدامة في منطقة مليحة، إذ سيوفر على سبيل المثال فرص عمل مهمة لأبناء المنطقة، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو من خلال المشاريع الصغيرة المعتمدة في وجودها عليه، ما يعني أنه أهميته رافداً اقتصادياً للمنطقة تتنامى بسرعة”.
وأضاف: “نتطلع إلى البدء قريباً بالتعاون مع الشركاء والجهات المعنية بالعمل على المرحلة الثانية من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، التي يقدر حجم الاستثمار المتوقع استقطابه فيها خلال الأعوام المقبلة بنحو 250 مليون درهم”.
وتتضمن المرحلة الثانية من المشروع إنشاء منتزه مليحة الصحرواي على مساحة 450 كيلومتر مربع، وهو عبارة عن محمية للحياة البرية المحلية في منطقة المشروع، وسيتم إطلاق مجموعة من الحيوانات البرية فيها، مثل الطهر العربي والمها العربي وغزلان الصحراء وغزلان الجبال بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعة بالشارقة، كما ستتضمن المرحلة الثانية إنشاء مجمع التخييم الليلي الذي سيجهز بالكامل لتلبية متطلبات محبي التخييم، إضافة إلى “استراحة مليحة”، وهي عبارة عن مباني قديمة تعمل (شروق) على تجديدها وتطويرها وتجهيزها للمبيت والإفطار ضمن المشروع، وستدار من قبل مشغل فندقي متخصص في هذا المجال”.
وسيتم أيضاً ضمن المرحلة الثانية إنشاء مرصد فلكي بالتعاون مع مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وذلك لإتاحة الفرصة لهواة الرصد الفلكي للاستماع بمشهد النجوم والسماء من قلب مليحة.
وخصصت (شروق) في المرحلة الثانية ثلاثة مناطق ضمن المشروع لإقامة فنادق ومنتجعات فخمة تخدم المنطقة والسياح، وسيتم عرض تلك المناطق أمام المستثمرين الراغبين بالاستفادة من الإمكانات والفرص الواعدة لمشروع مليحة والمنطقة الوسطى عموماً.
وأوضح المدير التنفيذي لـ(شروق): “من أهداف المشروع الرئيسة المساهمة في مشاركة الكنوز البيئية والأثرية للمنطقة مع زوار المشروع، والعمل على حفظ الموقع لتستمتع به الأجيال القادمة، ونأمل أن نتمكن من مواصلة عملنا واكتشاف المزيد عن هذه المنطقة، كما نسعى لتوفير ما يمكن أن يجذب المهتمين لأعوام عدة مقبلة لنتمكن من تقديم الجديد للزوار في كل زيارة جديدة لهم للمنطقة”.
واختتم السركال حديثه قائلاً: “لدينا خطط مستقبلية نوعية لمشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، والتي ستوفر فرص استثمارية مجزية في قطاع السياحة والضيافة، ونتطلع من خلالها إلى المساهمة في النهضة الاقتصادية بشكل عام والسياحية على وجه التحديد في الشارقة”.
مشاريع رائدة
وإضافة إلى مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، تعرض (شروق) ضمن منصتها في سوق السفر العربي 2016، مجموعة من أبرز مشاريعها السياحية الرائدة، والتي تتضمن: القصباء، وواجهة المجاز المائية، وقلب الشارقة، ومشروع كلباء للسياحة البيئية، و”المنتزه” الحديقة الترفيهية والمائية، ومشروع فندق البيت، والبداير، وجزيرة النور، وغيرها.
وتعتبر واجهة المجاز المائية واحدة من أشهر الوجهات وأكثرها شعبية للسياح والمقيمين، وتوفر مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة على مدار العام. ومن المشاريع المميزة الأخرى التي تعرضها (شروق) خلال سوق السفر العربي، مشروع جزيرة النور التي تقع في بحيرة خالد بالشارقة، وتعد من أهم وأحدث الوجهات السياحية والترفيهية بالإمارة وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وتمثل الجزيرة موقعاً فريداً لتنظيم واستضافة الفعاليات والأحداث المتنوعة، التي تجتذب آلاف الزوار من كل الشرائح والأطياف، من خلال ما توفره من مزيج فريد من الطبيعة الخلابة والفنون والترفيه في وجهة واحدة.
أما فندق البيت فيمثل واحداً من أهم مكونات مشروع قلب الشارقة، حيث يضم خمسة مباني تاريخية، أُعيد تصميمها لتشكل فندقاً فخماً ذي خمس نجوم ضمن المنطقة التاريخية في الشارقة. وقد تم تخطيط تصميم وعمارة فندق البيت بعناية فائقة ليعكس الأجواء العربية التقليدية، مع تجسيده لعناصر الفخامة والرفاهية في الوقت نفسه. ويهدف المشروع إلى تجسيد الدفء والراحة التي تمنحها الضيافة العربية، في ظل تجرية ثقافية فريدة.
زيارة رسمية
وخلال فعاليات اليوم الثاني لمعرض سوق السفر العربي 2016، تواصلت الزيارات الرسمية لمنصة (شروق)، وكان أبرزها استقبال ممثلي الهيئة، الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، إذ قدموا له شرحاً موجزاً ووافياً حول مشروعات (شروق)، وإنجازاتها في مختلف القطاعات.
ومن المتوقع أن يجتذب معرض ومؤتمر سوق السفر العربي، في عامه الـ23، أكثر من 36,000 زائر، وأكثر من 2,800 عارض خلال فترة إقامته الممتدة لأربعة أيام، وسوف يتيح الحدث الذي يُعد الفعالية الأولى لصناعة السفر في المنطقة، وأحد أهم الفعاليات الدولية في هذا المجال، الفرصة أمام وكالات السفر العالمية للالتقاء والتواصل ومناقشة الفرص التجارية في قطاعات مثل الوجهات وتقنيات السفر والخطوط الجوية، والرحلات البحرية والضيافة وتأجير السيارات، والسياحة الطبية، بالإضافة إلى المنتجعات الصحية، ويُقسّم المعرض بحسب المنطقة الجغرافية والقطاع، ويشهد تمثيلاً من مختلف أنحاء العالم.
(بيان صحفي)